مجلة المخبر

عنوان الفرقة

الفرقة الأولى CODE W0984201
سيميولوجية الأنظمة البصرية

رئيس الفرقة

أ.د/ عبد الله ثاني قدور

الإشكالية

سيميولوجية الأنظمة البصرية:. ومنذ أن دخلت السيميولوجيا حيز النقد الأدبي والاعلامي، أصبحت الصورة مجالا خصبا للدراسات التي تدعي كلها الانتماء إلى علم الدلالة دون أن تقصي من حسابها الاستناد إلى نظريات التحليل اللسني أو النفسي أو الاجتماعي. وقد أثار هذا التداخل بين مختلف مناهج العلوم الإنسانية أسئلة عديدة في البداية قبل أن تصبح السيميولوجيا علما في حاجة ماسة إلى جميع هذه العلوم برمتها. إن بعض هذه الأسئلة هي التي تنصب عليها قراءتنا في بعض مناهج سيميولوجيا الصورة.
دراسة الرسائل البصرية المختلفة مثل السينما والاشهار والفن التشكيلي وكل ما يتعلق بالأيقنة البصرية من خلال مجموعة من الأسس العلمية التي تعتبر أساسية، ومنها:
1-إلى جانب مشكل الأيقونات المنطقية التي تحدث عنها ش.س.بيرس، ومنها بالتحديد الأيقونات البصرية، باستطاعة الخطاب البصري ألا يكون تماثليا. لأن المماثلة البصرية تخضع لتغيرات كمية، كمسألة "درجات الأيقنة" degrès d'iconisation عند بعض المشتغلين بالحقل السيميولوجي، ومشكلة "الأسلبة" stylisation في مستوياتها المختلفة.

2-كما يخضع الخطاب البصري أيضا لتغيرات كيفية. فمفهوم التشابه يختلف من ثقافة إلى أخرى. وفي الثقافة الواحدة نعثر على مجموعة من محاور التشابه، لأن تشابه الشيئين يتم دائما في علاقتهما برابط ما. ولذلك، فإن التشابه يشكل في حد ذاته نظاما أو مجموعة من الأنظمة.
3-إن الخطاب البصري يستطيع أن يشكل درجة قوية من الأيقنة دون أن يكف عن احتواء علائق منطقية نسقية غير أيقونية (لأن بعضها اعتباطي) رغم أن مجال بروزها هو الأيقون.
4-إن مجموعة من الخطابات البصرية التي نعتبرها عادة "بصرية" هي في الحقيقة نصوص مختلطة textes mixtes . من ذلك مثلا: السينما الناطقة والصور المرفوقة بالكتابة.
5-هناك مجموعة من الخطابات البصرية التي ليست مختلطة في معنى معين، ولكنها مختلطة في بنياتها، فالصورة لا تملك سننا خاصا بها لوحدها ويقوم بتغييرها كليا، بل يتم تبليغ رسالتها بواسطة أنظمة مختلفة، بعضها أيقوني محض وبعضها يظهر أيضا في خطابات غير بصرية. وهنا تبرز مجموعة من الإشكالات السيميولوجية، منها إشكال الأيقونية iconographie مع بانوفسكي Panovsky وإشكال حضور مجموعة من الأسنن المختلفة في الصورة الواحدة (أ.إيكو U. Eco ) وبشكل عام إشكال التداخلات السوسيو-ثقافية للصورة(ر.بارت R.Barthes ).
6-إن التعارض القوي بين "البصري" و"اللغوي" اختزالي جدا، لأنه يسقط من حسابه كل حالات التقاطع والتطابق والتركيب. وهو تعارض جزئي كذلك لأنه يهمل كل الدلالات التي ليست لسانية محضة ولا بصرية محضة.

7-إن استعانة الدراسات الأيقونية ببعض المفاهيم النظرية التي تخص الدلالة signification والتواصل communication والإبلاغ information لا يجب اعتبارها تطفلا على المفاهيم اللسانية التي يعتقد بعض المدافعين عن "الحصن" البصري أنها غريبة عن السيميولوجيا. صحيح أن هناك بعض المفاهيم اللسانية لا يسمح لها حقلها الخاص بأن تكون عرضة للتصدير إلى حقول أخرى، ولكن هناك مفاهيم أخرى تدخل ضمن الجهاز المنهجي للسيميولوجيا، وكل تحليل أيقوني يريد تجاوز هذه المفاهيم أو إسقاطها من مقارباته لا يستطيع أن يكون دراسة للدلالة.

8-إن التفكير في الصورة هو في غالب الأحيان إنتاج لا للصور بل للغة(الكلمات). ومن هذا المنظور، فإن اللغة تعد بمثابة لغة واصفة métalangage بالنسبة للغات (كموضوع) المختلفة وحتى غير اللسانية منها. ونستطيع أن نعتبر مع ج.ل.شيفر J.L. Schiffer أن الصورة موجودة لأننا نقرأها.