الاتصال ألإقناعي ونظريات الحجاج:
إن نجاع العملية الإقناعية على موجه الرسالة أن يمهد لها الطريق لدى المتلقي بإيجاد جو نفسي ملائم ، وهو ما يعرف بالتهيئة النفسية ، من مثل ما يمارسه المؤذن لتهيئة المصلين للفعل العبادة، ومراقبة هلال رمضان، والتطيب والتزين في العيد ، فكلها أفعال إشهارية وإقناعية تهدف إلى استمالة الفرد وإعداده لاستقبال موضوع ذي قيمة في الحياة الاجتماعية أو السياسية أو الدينية أو التجارية، وقد تمارس وسائل الإعلام لفترة زمنية محددة سلفا هذه المهمة لصالح برامج سياسية قومية أو حزبية لتخلق ما يعرف بالرأي العام تجاه مسألة مصيرية بسرد أحداث جانبية كارتفاع أسعار النفط عالميا، واندلاع حروب هنا وهناك، فيتهيئ الرأي العام المحلي لقبول زيادات في الأسعار.
تتنزل نظرية الحجاج ضمن نظرية أشمل، سطر قواعدها كل من أوستن وسيريل في نظرية الأفعال اللغوية، فما الفعل الحجاجي إلا نوع من الأفعال الإنجازية التي يحققها الفعل التلفظي في بعده الغرضي، كما أضيف إليه مفهوم القيمة الحجاجية التي تعني نوعا من الإلزام في الطريقة التي يجب سلوكها لضمان استمرارية ونمو الخطاب حتى يحقق في النهاية غايته التأثيرية، وتشير من ناحية ثانية إلى السلطة المعنوية للفعل القولي ضمن سلسلة الأفعال المنجزة لتبليغ فكرة ما إلى المتلقي.
وحتى يحقق الخطاب البصري غايته الإقناعية عليه أن يؤسس منطقه ببراهين وحجج تدعم الأطروحة ( السلعة )، وتجعل منها منالا مقبولا ومرضيا لدى المستهلك، ويقوم الإقناع هنا على الحجاج اللغوي الذي يعتمد بدوره على :
1-ترتيب الأفكار على شكل جمل متسلسلة.
2-الشاهد الحجاجي ( أقوال الحكماء والأطباء، الأمثال والحكم)
3-المبدأ الكوني المسلم به، مثل ما يؤسسه الخطاب التالي : الصيف يطل ويرحل، الخريف يشرف ويودع الشتاء يظهر ويختفي، الربيع يزهر ويغيب لكن إذا كان كل شيئ يتغير فقهوة سمر هي لا تتبدل ولا تتغير.
بإشتراكك معنا ستتمكن من الحصول على آخر الأخبار و نشاطات المخبر.